imagesimages/smilies
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخوة والأخوات ...المتحابين فى الله ...متعكم الله تعالى بالصحة والعافية ...
جالت فى خاطرى فكرة
وظلت حتى أقدمت على تقديمها بين أ يديكم لعلها تقع فى قلوبكم وقعها فى قلبى فتنال استحسانكم
فنساهم جميعا فيها بما يفتح الله تعالى علينا به وييسره على أقلامنا بنقله أو توضيحه...وقد لمست
منكم جميعا والحمد الله _ولا نزكى على الله أحدا_ الإيمان الراسخ والمحبة الخالصة لله سبحانه
ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ....أدامها الله تعالى علينا وزاد رسوخها فى قلوبنا بتقربنا اليه سبحانه بصالح الأعمال على أقصى ما نستطيع....
وفكرة الموضوع ليست بالجديدة فاننا نستمع اليها فى برامج شتى فى شتى وسائل الإعلام.....
ولكن ما أظنه جديدا ان تكون نافذة جديدة نجمع فيها تفسير آيات الكتاب العزيز بريشة أقلامنا
وهذا أمرا يقتضى التقصى ويجعلنا نتصفح كتب التفسير التى لاتخلوا مكتبة أحدنا من العديد منها
ولكننا نغفلها ونستسهل سماع التفسير من امام جليل ...أو عالم وقور ...ولا ندرك اخوانى وأخواتى
ان هذا الإمام وهذا العالم لم يصل الى هذه المكانة بقدر ما سمع فقط بل بقدر ما درس وبقدر ما قرأ
من كتب هى خلاصة فكر الأقدمين والمحدثين فى رحاب مرضات الله تعالى ...وبكل الأمانة والصدق
أخبركم أن القراءة والتدبر فى كتب التفسير متعة ما بعدها متعة ....
ولنبدأها ...بفاتحة الكتاب ...وسوف أقدم لتفسيرها بنبذة فى فضائلها وأسمائها ...وهذا كما جاء
فى تفسير القرطبى (الجامع لأحكام القرآن) ....
روى الترمذى عن أبى بن كعب قال : قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _: ( ما أنزل الله فى التوراة ولا فى الإنجيل مثل أم القرآن ،وهى السبع المثانى وهو مقسومة بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل)
وخرج البخارى عن ابى سعيد بن المعلى قال : كنت أصلى فى المسجد فدعانى رسوا الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه،فقلت يا رسول الله انى كنت أصلى فقال :ألم يقل الله
استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم) ثم قال : (انى لأعلمنك سورة هى أعظم السور فى القرآن قبل ان تخرج من السجد ثم أخذ بيدى فلما اراد ان يخر قلت له : ألم تقل : لأعلمنك سورة هى أعظم السور فى القرآن ؟قال : ( الحمد لله رب العالمين ،هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته )
وأبو سعيد بن المعلى من جلة الأنصار وساداتها وتوفى سنة أربع وسبعين للهجرة وهو ابن اربع وستين سنه وهو اول من صلى الى القبلة حين حولت
وذكر ابن الانبارى فى كتاب (الرد) له : إن ابليس _لعنه الله _رن أربع رنات حين لعن وحين أهبط من الجنة ،وحين بعث محمد صلى الله عليه وسلم ،وحين نزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة
والتفضيل المصود هنا انما هو بالمعانى العجيبة وكثرتها لا من حيث الصفة وهذا هو الحق
وفى الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها حتى قيل ان جميع القرآن فيها وهى خمس وعشرون كلمة
تضمنت جميع علوم القرآن ومن شرفها ان الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده ولا تصح القربة الا بها ولا يلحق عمل بثوابها وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم
وروى على بن ابى طالب _رضى الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(فاتحة الكتاب ، وآية الكرسى ، وشهد الله انه لا اله الا هو ،و قل اللهم مالك الملك ،هذه آيات معلقات بالعرش ليس بينهن وبين الله حجاب ) أسنده أبو عمرو الدانى فى كتاب( البيان) له.
وفى أسمائها وهى اثنا عشر اسما:-
الأول :- الصلاة قال الله تعالى : (قسمت الصلاة بينى ةبين عبدى نصفين )والحديث قد تقدم
الثانى :- الحمد ،لأن فيها ذكر الحمد كما فى سورة الأعراف والأنفال والتوبة ونحوها
الثالث :- فاتحة الكتاب ، من غير خلاف بين العلماء وسميت بذلك لأنه تفتح قراءة القرآن بها لفظا
وتفتتح بها الكتابة فى المصحف خطا وتفتتح بها الصلوات
الرابع :- أم الكتاب وفى هذا الاسم خلاف ،جوزه الجمهور وكره أنس والحسن وابن سيرين
الخامس :- أم القرآن واختلف فيه أيضا فوزه الجمهور وكرهه أنس وابن سيرين والأحاديث الثابته ترد هذين القولين روى الترمذى عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثانى) قال : هذا حديث حسن صحيح
السادس:- المثانى سميت بذلك لأنها تثنى فى كل ركعة وقيل : لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها
السابع :-القرآن العظيم ،سميت بذلك لتضمنها جميع علوم القرآن لأنها تشتمل عل الثناء على الله _عز وجل_ بأوصاف كماله وجلاله وعلى الأمر بالعبادة والإخلاص فيها والإعتراف بالعجز عن القيام بشىء منها الا بإعانته تعالى وعلى الإبتهال اليه ، وفى الهداية الى الصراط المستقيم وكفاية أحوال الناكثين وعلى بيان عاقبة الجاحدين
الثامن :الشفاء ، روى الدارمى عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاتحة الكتاب شفاء من كل سم )
التاسع : الرقية ، ثبت ذلك من حديث أبى سعيد الخدرى وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال للرجل الذى رقى سيد الحى
ما ادراك انها رقية؟) لافقال : يا رسول الله شىء ألقى فى روعى
الحديث خرجه الأممه
العاشرة : الأساس ، شكا رجل الى الشعبى وجع الخاصرة ؛فقال : عليك بأساس القرآن : فاتحة الكتاب
، سمعت ابن عباس يقول : لكل شىء أساس واساس الدنيا مكة لأنها منها دحيت وأساس السموات غريب وهى السماء السابعة وأساس الأرض عجيب وهى الأرض السابعة السفلى وأساس الجنان جنة عدن وهى سرة الجنان عليها اسست الجنة واساس النار جهنم وهى الدركة السابعة السفلى عليها أسست الدركات وأساس الخلق آدم واساس الأنبياء نوح وأساس بنى اسرائيل يعقوب واساس الكتب القرآن
واساس القرآن الفاتحة وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم فاذا اعتللت او اشتكيت فعليك بالفاتحة تشفى
الحادى عشر :الوافية قال سفيان بن عيينة : لأنها لا تتنصف ولا تحتمل الاختزال ولو قرأ من سائر السور نصفها فى ركعة ونصفها الآخر فى ركعة لأجزأولو نصفت الفاتحة فى ركعتين لم يجز
التانى عشر: الكافية قال يحي بن ابى كثير : لأنها تكفى عن سواها ولا يكفى سواها عنها يدل عليه ما روى محمد بن خلاد الإسكندرانى قال :قال النبى صلى الله عليه وسلم ( أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها عوضا).
الصحبة الكريمة فى الله ..هذا ما جاء فى اسماء فاتحة الكتاب وفضلها قدر ما يسر لى علمى البسيط
وهذا موضوع سيثرى بعلومكم وتفسير العلماء للإنصاف فى المعانى وتقريب مفاهيم القرآن العظيم علينا جميعا وعلى كل من يتيسر له قرأة ما نقدم جميعا ....وهذا أمر خالصا ابتغاء مرضات الله تعالى
وتوضيحا لمعان كثيرة فى الكتاب العزيز.
images/smiliesuuu
تقديرى وحترامى وخالص دعائى لى وللجميع بالهداية والتقى والنجاة فى الدنيا والآخرة برحمة الله تعالى وفضله.