اجلاء الالاف من سكان جزر المحيط الهادي بسبب زلزالك تشيلي

خيم الذعر على معظم الدول المطلة على المحيط الهادي بسبب التحذيرات من موجات تسوماني بعد الزلزال العنيف الذي ضرب تشيلي السبت الماضي.

اعلنت السلطات الأمريكية أمس انتهاء الانذار من وقوع موجات المد لكل الدول المطلة على المحيط مشيرة الى انه لم تعد خطورة من الموجات التي نتجت عن زلزال تشيلي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر ضرب سواحل المنتطقة.

في روسيا تم رصد موجات بارتفاع 80 سنتميترا فوق المستوى العادي لسطح البحر وأشارت مصادر الى ان مستوى البحر في شبه جزيرة كامشاتكا ارتفع بمقدار 40 سنتميترا عن المستوي العادي.

رعب من كل الجزر المجاورة بسبب زلزال تشيلي
وطلب من بعض سكان جزر كوريل الواقعة قباله الساحل الروسي المطل على المحيط الهادي مغادرة منازلهم كإجراء احتياطي كما طلبت السلطات اليابانية من 320 ألف شخص ممن يقيمون في المناطق الساحلية المطلة على المحيط مغادرة منازلهم حيث وصلت موجات وصل ارتفاعها الى 120 سنتميترا لميناء كوجي في شمال شرق اليابان وأدت الأمواج الى غمر ميناء نيمورو في هوكايدو بجنوب البلاد بمياه وصل ارتفاعها لنحو ثلاثين سنتيمترا إلا أنه لم ترد تقارير عن خسائر.

وقف حركة القطارات بعد زلزال تشيلي
يذكر ان التحذير تسبب في وقف حركة القطارات في المناطق الساحلية إلا أن المنشأت البترولية والمحطات النووية لم تتأثر من الموجات.
من جانبه قال ياسو سيكيتا رئيس قسم مراقبة الزلازل وتسونامي بوكالة الارصاد اليابانية إن الوكالة ربما تضطر الى الابقاء على التحذيرات لأجل غير مسمي لان الموجات الثانية والثالثة يمكن ان تكون أكبر من الموجات الأولى .

وفي نيوزيلندا أكدت مصادر محلية انه لم تسجل خسائر بشرية ومادية نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر في الموانئ والشواطئ على طول الشريط الساحلي.

وأفادت أنباء ان العديد من المواطنين تجاهلوا التحذيرات وتوجهوا الى الشواطئ ليتابعوا وصول موجات تسوماني في سلوك وصفه مسئولو الشرطة والدفاع المدني بأنه “يتسم بالجنون”.

وفي الفلبين فر مواطنون يعيشون على طول الساحل الشرقي للبلاد المواجه للمحيط الهادي من منازلهم وسط مخاوف من وقوع موجات مد بحري في اعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب شيلي انتقل سكان الجزيرة سيارجاو في اقليم سوريجاو ديل سور الى الجبال بعد ان تراجعت مياه البحر عدة أمتار وفي عدة مدن في اقليم دافاو ديل سور غادر السكان على طول الساحل منازلهم بعد ان ادركوا ان الأمواج تزداد ارتفاعا.

ضحايا زلزال تشيلي بالمئات
من ناحية أخرى بدأت السلطات في تقييم حجم الخسائر الناتجة عن زلزال تشيلي حيث أشارت التقديرات الأولية الى ان زلزال تشيلي اسفر عن مقتل ثلاثمائة شخص على الأقل ومازال مئات في عداد المفقودين.

أوضحت التقارير ان زلزال تشيلي ادى لتدمير نحو 90% من وسط مدينة كوريكو احدى مدن جنوب تشيلي الأكثر تضررا مشيرا الى ان من بين الخسائر مباني تاريخية تعود للقرن الثامن عشر.


زلزال تشيلي
كانت تقارير لخبراء الارصاد قد اشارت الى انه رغم ان زلزال تشيلي تفوق قوته هايتي بنحو 800 مرة إلا ان وقوعه على عمق 55 كيلو مترا تحت سطح الأرض ساهم في تخفيف حجم الدمار.

وأدى نقص المياه وانقطاع الكهرباء في اعقاب زلزال تشيلي الى اندلاع اعمال عنف في ضاحية كويليسورا شمال غربي سانتياجو حيث يأس المواطنون من بطء عمليات توزيع المياه وألقوا الحجارة على خمس شاحنات كانت تقوم بتوزيع المساعدات.

يذكر ان حدوث زلزال تشيلي جاء قبل عشرة أيام فقط من انتهاء ولاية رئيسة تشيلي ميشيل باشيله التي تعهدت بتعافي بلادها من الكارثة.
من جانبها عرضت العديد من دول العالم من بينها الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وألمانيا تقديم مساعدات لتشيلي لإغاثة المنكوبين وإزالة آثار الدمار.

في واشنطن قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اشاد بتعامل السلطات في تشيلي مع الكارثة واعلن ان الولايات المتحدة تقف على اهبة الاستعداد لتقديم المساعدة إذا طلب منها.

كما أعلن جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدة عاجلة بقيمة ثلاثة ملايين يورو لمساعدة تشيلي على مواجهة آثار الزلزال.

وذكرت منظمة “هوميديكا” الألمانية للإغاثة ان المدير التنفيذي للمنظمة توجه من هايتي الى شيلي عقب الزلزال لتقديم الخدمات اللازمة.